على طريق جانبى أشبه بممر بين المزارع ،وعلى مسافة لا تتجاوز الخمس دقائق سيراً على الأقدام من الطريق العام ، مجموعة من النسوة أغلبهن من العجائز يتوشحن السواد ، وعلى جانبى الطريق شباب ورجال قد لا يصل عددهم إلى الخمسين بين واقف وجالس يفترش الأرض ، أتت الآن سيارة حمل الموتى واحدثت صوتاً ينذر بوصولها وقفت عند قارعة الطريق، تقدم أربع من الشباب إلى مدخل البيت الريفى ، خرجوا بنعش على ما يبدو يحمل أنثى لعلامة قبو الغطاء الذي يستره كعادة أهل هذه البلده، أسمع بكاء امرأة عجوز تنتحب ( يامَّا) ومواء قطة بين أرجل المشيعين ، وشيخ أزهري يتقدم الموكب نحو مسجد صغير بين الحقول .
**************
الحاج نصر الانصاري